في مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي الذي عُقد في شنغهاي، أعلنت الصين عن إنشاء منظمة التعاون العالمي للذكاء الاصطناعي، وهي تحالف دولي يركز على توجيه حوكمة الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. وأكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ على الحاجة إلى قواعد شاملة وحذر من الاحتكارات، في إشارة غير مباشرة إلى النفوذ الغربي. شهد إطلاق المنظمة مشاركة أكثر من 30 دولة، بما في ذلك إندونيسيا وإثيوبيا وبنغلاديش، مع غياب ملحوظ للولايات المتحدة. وأشاد نائب رئيس إندونيسيا بالمبادرة، مشيرًا إلى دور الصين في تطوير مناهج الذكاء الاصطناعي لـ 400,000 مدرسة. وتهدف المنظمة، التي تتخذ من شنغهاي مقرًا لها، إلى وضع الصين في موقع الريادة في وضع معايير الذكاء الاصطناعي، رغم أن التفاصيل المحددة لا تزال نادرة.
تركز استراتيجية الصين على كسب دعم الدول النامية من خلال جعل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة أكثر سهولة. أطلقت شركات مثل DeepSeek وAlibaba وMoonshot نماذج لغوية مفتوحة الوزن تنافس تلك الخاصة بـ OpenAI، بدون حواجز مالية. يمكن تنزيل هذه النماذج وتخصيصها بحرية، مما يوفر حلاً عملياً للدول التي تفتقر إلى الموارد لتطوير أنظمتها الخاصة. في حين أن الشركات الأمريكية لا تزال تهيمن في مجال الأجهزة الأساسية، لا سيما مع رقائق Nvidia، تركز الصين على النشر الفعّال من حيث التكلفة والسيادة الرقمية، مما يجذب الحكومات غير الغربية.
في الوقت نفسه، قدم الرئيس دونالد ترامب رؤية مغايرة للولايات المتحدة، تركز على أنظمة خالية من التحيز والحفاظ على قيادة أمريكا في المعايير العالمية. ومع ذلك، بالنسبة للدول التي تتنقل بين هاتين القوتين، قد لا يكون الاختيار بسيطًا. كما أشار وزير الرقمنة في جنوب إفريقيا في المؤتمر، فإن الأمر يتعلق بدمج أفضل الجوانب من كلا النموذجين. ومع توقع أن يولد الذكاء الاصطناعي 4.8 تريليون دولار بحلول عام 2033، قد تكون المنافسة على وضع القواعد بنفس أهمية السباق لتطوير التكنولوجيا نفسها.