في السياق المهني الحالي، حيث تزداد الفجوة بين الأداء والإرهاق ضيقًا، تبرز مبادرة جديدة لإعادة تعريف الرفاهية في مكان العمل في المغرب. “فيت باس”، منصة مبتكرة، تجمع بين التكنولوجيا والوقاية الصحية والموارد البشرية لتحويل ثقافة الشركات من خلال وضع الصحة البدنية في صميم الاهتمام. الفكرة بسيطة ولكنها طموحة: تقديم وصول يومي للموظفين إلى الأنشطة البدنية ورفاهية الصحة عبر اشتراك تتحمل تكلفته الشركة، وذلك من خلال تطبيق محمول سهل الاستخدام. يتميز هذا الخدمة باندماجها في رؤية جديدة للعمل، حيث تصبح الشركة فاعلاً في الصحة الوقائية.
تأتي هذه المبادرة في الوقت المناسب، حيث تواجه الموارد البشرية تحديات جديدة بعد الجائحة: التوظيف في سوق تنافسية، والاحتفاظ بجيل يبحث عن معنى، والوقاية من المخاطر النفسية والاجتماعية. تتموضع “فيت باس” كأداة استراتيجية لمديري الموارد البشرية، مقدمة ميزة اجتماعية حديثة وغير موصومة. وكشفت دراسة داخلية أن 82% من مديري الموارد البشرية في المغرب يعتبرون الرفاهية البدنية والعقلية معيارًا رئيسيًا للجاذبية بحلول عام 2027.
في الدار البيضاء، أول مدينة يتم فيها نشر الخدمة، النتائج واعدة مع توفر مجموعة متنوعة من الأنشطة وشبكة متنامية. يجذب النموذج بمرونته، دون التزام على صاحب العمل أو الموظف، ويتكيف مع الشركات متعددة المواقع. تجسد “فيت باس” التزامًا جديدًا من الشركة تجاه موظفيها، منتقلة من النظرية إلى العمل اليومي.
علاوة على ذلك، تندرج “فيت باس” في ديناميكية الصحة العامة والمسؤولية الاجتماعية. تعزيز النشاط البدني المنتظم يؤثر على التكاليف غير المباشرة للصحة ويعزز المرونة الاجتماعية. ومع تحول المسؤولية الاجتماعية للشركات إلى معيار للتقييم، تقدم “فيت باس” كأداة ذات تأثير قابل للقياس ومتوافقة مع التحولات في عالم العمل. قد تشكل هذه المبادرة تحولًا في النموذج، معترفة بالموظف بصفته كيانًا متكاملاً وجاعلة من الرفاهية شرطًا أساسيًا للأداء المستدام. يبدو أن المغرب مستعد لدمج الرياضة والصحة في قلب مستقبله المهني.