تُعيد المدن النظر في التنقل الحضري حيث تُشكّل انبعاثات السيارات أكثر من 60% من تلوث النقل البري، مما يسهم في وفاة 6.7 مليون شخص سنويًا بسبب التلوث الحضري. أصبح التنقل المستدام ضرورة ملحة، حيث يركز على تقليل الأثر البيئي مع تعزيز كفاءة الطاقة وجودة الحياة. يتضمن التحول جعل الشوارع مخصصة للمشاة وتحويل أماكن وقوف السيارات إلى مناطق خضراء، مع تبني مفهوم “مدينة الـ 15 دقيقة” كما هو الحال في باريس وبرشلونة. يتم الترويج للمشي كوسيلة رئيسية للتنقل، مما يوفر تجربة مدينة تتناسب مع مقياس الإنسان.
تكتسب الدراجات الهوائية والكهربائية شعبية متزايدة، حيث توفر وسيلة سفر خالية من التلوث وفوائد صحية. يدعم انتشار مسارات الدراجات ومحطات التأجير العامة دمجها في أنظمة النقل في المدن. يُعتبر النقل العام أمرًا حيويًا في تقليل الانبعاثات الحضرية، حيث تُساهم الأساطيل الكهربائية في تقليل الأثر البيئي بشكل أكبر. يعمل نظام تقاسم السيارات ومشاركة الرحلات على تحسين استخدام المركبات، مما يقلل من عدد السيارات على الطرق، بينما تقدم وسائل التنقل الكهربائي الصغيرة، مثل السكوترات، حلولاً عملية للرحلات القصيرة.
تزداد المركبات الكهربائية انتشاراً، حيث تقدم المدن حوافز مثل تخفيض رسوم الوقوف وإمكانية استخدام الممرات ذات الأولوية. تُظهر دول مثل النرويج أن الحوافز المناسبة يمكن أن تؤدي إلى أن تكون غالبية مبيعات السيارات الجديدة كهربائية. تُعد السيارات التي تعمل بالهيدروجين، والتي تنبعث منها المياه فقط، تقنية نظيفة واعدة، حيث تتسارع الاستثمارات في تطويرها. يكمن مستقبل النقل الحضري في دمج وسائل النقل المختلفة، حيث يلعب كل منها دوره في إنشاء نظام بيئي حضري مستدام.